Rosse
02-20-2004, 10:55 PM
يقول كبير الفئران ، الملقب بالجربان :
أمضيت في غرفة الشغالة بضع سنين ، وذقت خلالها الأمرين ، فالحياة فيها بلا
هواء ، ولاتوجد بها قطرة ماء ، وبفعل قلة التهوية ، أصبت بأمراض معدية ،
وأحيانا يعتريني الغثيان ، فتنتفخ معدتي ويلتهب المصران !
فكرت بالبحث عن مكان بديل ، حتى لو عوملت كزائر أو نزيل ، قررت الذهاب الى غرفة
احدى البنات ، ولكني تذكرت أنها مدمنة ( شات) ، لن تتركني أنام براحة ، وربما
رمتي بمسّاحة ، فانتقلت الى غرفة الابن الصغير ، المعروف بالسهم الخطير، فهو من
شكله يبدو مسكين ، لكنه لايتفاهم الا بالسكين ، فأيقنت بأنها بيئة ارهابية ،
وقد اغتال بجريمة دموية !
صال عقلي وجال ، ودرست كافة الاحوال ، توجهت الى غرفة (رشود) ، المعطرة بأجود
انواع العود ، صوره معلقة على كل الجدران ، وفي الادراج البوم صديقته (نيران) ،
يضم مجموعة من اللقطات الرهيبة ، ولو رآها أبوه لحلت المصيبة ! أخترت مكانا
تحت المكتبة ، فرأيت أشرطة فيديو مرتبة ، وماهي الا ثواني ، حتى تبددت الأماني
، فلقد صدمت بصمغ للفئران ، لايفلت منه الا أقوىالشجعان !
تسللت الى غرفة فخمة ، يبدو عليها أثر النعمة ، العيشة فيها أشبه بالقصور، وتضم
تشكيلات من العطور ، التلفزيون ملئ بالتشفيرات ، وبه افظع البرامج والقنوات ،
أغمضت عيني بسرعة ، فلست بسيئ السمعة ، استلقيت على ذلك السرير ، المغطى بفراش
من حرير ، بعدها أكلت من صينية الحلويات ، ونسيت حياة التقشف والفتات ، احسست
بأنني أعيش في نعيم ، وتخصلت من حياة الجحيم، فقد شبعت من (الكيما) والبقوليات
، وجاء دور المشاوي والمقليات ، كما رحت أترشش بعطر لطيف ، مصنوع في باريس أو
جنيف !
بينما كنت مستغرقا في الأكل واللعب ، شعرت بحالة من التعب ، فنمت فوق الكرسي
الهزاز ، ولم اشعر الا بقفاز ، يد عنيفة تمسكني من ذيلي ، فصرخت بقوة: ياويلي ،
فتحت عيني من شدة الصدمة ، فاذا بالشغالة نقمة ، تسحبني الى خارج الحجرة ،
وتقول هذا ( واجد كجرة) ، توقعت ان ترميني في الزبالة ، أو تهوي بي داخل
الغسالة ، لكنها كانت انسانة كريمة ، وعاملتني معاملة رحيمة ، حيث عدت مجددا
الى غرفة (الرفيقة) ، لتقنعني بأنها أوفى صديقة !
حقوق الطبع محفوظه للكاتب
أمضيت في غرفة الشغالة بضع سنين ، وذقت خلالها الأمرين ، فالحياة فيها بلا
هواء ، ولاتوجد بها قطرة ماء ، وبفعل قلة التهوية ، أصبت بأمراض معدية ،
وأحيانا يعتريني الغثيان ، فتنتفخ معدتي ويلتهب المصران !
فكرت بالبحث عن مكان بديل ، حتى لو عوملت كزائر أو نزيل ، قررت الذهاب الى غرفة
احدى البنات ، ولكني تذكرت أنها مدمنة ( شات) ، لن تتركني أنام براحة ، وربما
رمتي بمسّاحة ، فانتقلت الى غرفة الابن الصغير ، المعروف بالسهم الخطير، فهو من
شكله يبدو مسكين ، لكنه لايتفاهم الا بالسكين ، فأيقنت بأنها بيئة ارهابية ،
وقد اغتال بجريمة دموية !
صال عقلي وجال ، ودرست كافة الاحوال ، توجهت الى غرفة (رشود) ، المعطرة بأجود
انواع العود ، صوره معلقة على كل الجدران ، وفي الادراج البوم صديقته (نيران) ،
يضم مجموعة من اللقطات الرهيبة ، ولو رآها أبوه لحلت المصيبة ! أخترت مكانا
تحت المكتبة ، فرأيت أشرطة فيديو مرتبة ، وماهي الا ثواني ، حتى تبددت الأماني
، فلقد صدمت بصمغ للفئران ، لايفلت منه الا أقوىالشجعان !
تسللت الى غرفة فخمة ، يبدو عليها أثر النعمة ، العيشة فيها أشبه بالقصور، وتضم
تشكيلات من العطور ، التلفزيون ملئ بالتشفيرات ، وبه افظع البرامج والقنوات ،
أغمضت عيني بسرعة ، فلست بسيئ السمعة ، استلقيت على ذلك السرير ، المغطى بفراش
من حرير ، بعدها أكلت من صينية الحلويات ، ونسيت حياة التقشف والفتات ، احسست
بأنني أعيش في نعيم ، وتخصلت من حياة الجحيم، فقد شبعت من (الكيما) والبقوليات
، وجاء دور المشاوي والمقليات ، كما رحت أترشش بعطر لطيف ، مصنوع في باريس أو
جنيف !
بينما كنت مستغرقا في الأكل واللعب ، شعرت بحالة من التعب ، فنمت فوق الكرسي
الهزاز ، ولم اشعر الا بقفاز ، يد عنيفة تمسكني من ذيلي ، فصرخت بقوة: ياويلي ،
فتحت عيني من شدة الصدمة ، فاذا بالشغالة نقمة ، تسحبني الى خارج الحجرة ،
وتقول هذا ( واجد كجرة) ، توقعت ان ترميني في الزبالة ، أو تهوي بي داخل
الغسالة ، لكنها كانت انسانة كريمة ، وعاملتني معاملة رحيمة ، حيث عدت مجددا
الى غرفة (الرفيقة) ، لتقنعني بأنها أوفى صديقة !
حقوق الطبع محفوظه للكاتب